وبحق إنها ليلة عيد لشباب بلغوا سن التكليف، فعين الله تكلؤهم وترعاهم، فهم الجيل الذي يؤمَّل فيه مستقبلاً خيراً وعطاءاً.. فمن ضمنهم قارئ القرآن (الطالب محمد حسين احمد كريكيش) الذي شنف اسماعنا في حفلنا هذا بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وآخر قد وقف أمام المنصة ليقدم فقرات الحفل بكل فخر واريحية وثبات، فقد اتقن (الشاب موسى عباس آل محمود) ما اوكل اليه واثبت بأنه خير من يعتمد عليه في تحمل جزء من المسؤولية، وغيرهم نماذج كثيرة تخرجوا على أيد عاملة تبتغي من ذلك مرضاة الله عز وجل..

 

94 مكلفاً تم الإحتفاء بهم على صالة المملكة الذهبية مساء يوم الثلاثاء الموافق للخامس عشر من شهر جمادى الآخر عام 1438 هجرية، وبحضور السادة العلماء وأولياء الأمور وجملة من الوجهاء وآخرون الذين ازدانت بهم الصالة واكتمل بهم جمال المنظر البهي.. 

فأي منظر أخاذ يشرح القلب ويرقص فرحاً وابتهاجاً وتمتلئ الأنفس بل وتغمرها سعادة وقد ارتسمت على محياهم.. وامتلأت الأجواء بالصلوات المحمدية، وبالتهاليل والزغاريد تم زفاف المكلفين كما يزف العروس في ليلة عرسه..

 

فقرات  الحفل:

7 فقرات تضمنت الحفل الختامي لبرنامج التكليف الشرعي الذي أقامه مركز الهدى للتعليم والتنمية البشرية بالقديح وعلى مدار 4 اسابيع مضت..

الفقرة الأولى:

تلاوة عطرة بصوت الطالب محمد كريكيش المتقدم ذكره.

 

الفقرة الثانية ـ كلمة المركز:

القى رئيس المجلس الأستاذ محمد حسين آل غزوي كلمة المركز، تضمنت عدد من النقاط المهمة منها تقديم الشكر الجزيل والثناء الجميل لكل من شارك وساهم في انجاح برنامج التكليف السادس لهذا العام من معلمين ومدربين وكوادر واداريين وأولياء أمور وطلاب وداعمين.. كما قدم الغزوي شكره الى كل من لبى الدعوة وحضر هذا الحفل.

 

ومنها كلمة توجيهية خص بها ابنائه الطلاب جاء فيها.. اعزائي الطلاب إن الله سبحانه وتعالى كرمنا وميزنا عن غيرنا من المخلوقات الحية بالعقل، فالعقل يجعلنا نختار ونفرق بين الحق والباطل وبين الشر والخير، والله سبحانه وتعالى يريد لنا الصلاح والخير في الدنيا والآخرة كما يريد لنا الوصول للكمال، وهذا يتطلب فعل كل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه، أي يتطلب الإلتزام بالتكليف الشرعي، قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (النساء:59).

فهذه الآية الكريمة فيها أمر واضح بوجوب الإلتزام بالتكليف من خلال طاعة الله ورسوله وأهل بيته.. ولذلك عند بلوغكم يجب عليكم الإلتزام بالتكليف الشرعي من صلاة وصوم وحج وغير ذلك وانتم محاسبون عليه، ولتتخذوا أهل البيت عليهم السلام قدوة لكم في أقوالكم وأفعالكم، وتذكروا دائماً هذه العبارة (شرفني ربي فكلفني).

 

ومنها ايضاً تنبيه لأولياء الأمور حيث قال: كما تعلمون اخواني الأباء الكرام ان أبنائكم يمرون الآن بفترة المراهقة وهي فترة حساسة تحتاج لتوجيه مثالي وتعامل خاص منكم، ولذلك تجنبوا الضرب والصراخ غير المبرر والتهميش مع ابنائكم وكونوا لهم أباء وأخوة وأصدقاء، اعطوهم الثقة بأنفسهم واعتمدوا عليهم فهم رجال المستقبل، ولا تنسوا أمر الرقابة المعتدلة فنحن في زمن التقنية الحديثة والمغريات والإنحرافات الأخلاقية..

 

الفقرة الثالثة ـ فلم وثائقي:

 

في هذه الفقرة تم عرض فيلم وثائقي تحدث فيه رئيس المركز عن اهمية طلب العلم وبالخصوص في مرحلة بلوغ الشاب سن المراهقة، وبين الأستاذ الدعيبل الأنشطة التي قام بها الطلاب وتنوعت على مدار الأربع اسابيع حيث كان يوماً لكل اسبوع نشاطاً ترويحيا فقد تنوعت وجمعت بين التدريس والترفيه وتنمية المواهب..

اما السيد الخضراوي فقد اشار الى الدروس والمحاضرات التي القيت على الطلاب من قبل اساتذة ومدربين، فيما اشار الأستاذ حسين الشيخ الى الكتاب الجديد الذي طبع مؤخراً وحمل اسم (التكليف تشريف).

 

الفقرة الرابعة ـ كلمة الشيخ الحبيل:

 

سماحة الشيخ عبدالكريم الحبيل كان حاضراً ليلقي كلمة توجيهية للمكلفين واولياء الأمور بدأها بقول الإمام علي عليه السلام: إن الله سبحانه أمر عباده تخييرا، ونهاهم تحذيرا، وكلف يسيرا، ولم يكلف عسيرا، وأعطى على القليل كثيرا، ولم يعص مغلوبا، ولم يطع مكرها، ولم يرسل الأنبياء لعبا، ولم ينزل الكتاب للعباد عبثا، ولا خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا : (ذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار)

 

التكليف لا شك انه شرف الهي كبير وكرامة من الله سبحانه وتعالى.. ووصول الشاب الى مرحلة التكليف الإلهي يعني ان الله قد اختاره لتحمل المسؤولية المناطة به فيكون موضعاً للأوامر والتكاليف الإلهية الربانية.. 

واضاف وقد اشار الى المكلفين وهم منصتين لتوجيهاته: انتم ايها الشباب الصغار عندما تبلغوا مرحلة التكليف الشرعي تكونوا مقربين من الله عز وجل وتصبح بينكم وبين الله علاقة حيث انه عز وجل يأمركم ويكلفكم وأنتم تمتثلون لهذه الأوامر فتأدون ماعليكم من واجبات وعبادات من صيام وصلاة وطاعة لوالديكم.. واعلموا ان الله قد سخر لكم جميع المخلوقات لتكون في خدمتكم فأنتم اذاً في عنايته سبحانه اذ جعل الشمس والقمر والنجوم وسائر الكواكب تعمل لخدمتكم، 

 

وتطرق سماحته الى الدراسات الحديثة التي تشير الى الأولاد عندما يصلوا الى مرحلة البلوغ يصبح لديهم رغبة عارمة في التدين وعلى الآباء أن يستغلوا هذه الفرصة بالتشجيع المستمر ويحاولوا أن يغرسوا تلك الحالة في نفوس أبنائهم ويهذبوها.

 

وختم فضيلته توجيهاته بكلمة للأباء فقال: ينبغي لنا أن نهتم في الجانب التكريمي فمن الضروري جداً أن نكرم ابناءنا، وكلما اكرمت ابنك كلما أعطيته ثقة كبيرة بنفسه وأعززته اعزاز الكريم بين أقرانه وأصحابه، وأصبحت نفسه شجاعة وأبية..

فكر دائماً كيف تصنع منه رجلاً بالإعتماد على نفسه واعطائة الثقة فنحن بحاجة الى مجتمع يصنع رجالاً، دربه على ممارسة العادات الإجتماعية كأن يحضر مجلس عزاء لفلان قريب او جار أو صديق، وعيادة المرضى وزيارة الأرحام وكذلك حضور مجالس الأفراح ومجالس أهل البيت عليهم السلام، قربه وحببه الى هذه الأماكن، ازرع في روحه الوازع الديني والأخلاقي لتصنع منه رجلاً حقيقياً معتمداً على نفسه..

 

كما أود أن أهيب بالأخوة الأعزاء الذين قاموا بتعليم هؤلاء الأبناء سواءاً في دوراتهم الصيفية أو في برنامجهم التكليف الشرعي، أشكر أولائك الشباب شكراً من أعماق قلوبنا الذين تحملوا تلك المسؤوليات، جزاهم الله خير جزاء المحسنين وبالأخص شباب القديح فهم حقيقةً من بين كل المناطق متميزين في هذا الجانب تميزاً كبيراً فزادهم الله توفيقاً وسدد خطاهم وجعل ذلك في ميزان أعمالهم..

 

الفقرة الخامسة ـ تكريم المعلمين والمدربين:

 

بحضور عدد من المشائخ والوجهاء على خشبة الصالة تم تكريم الأساتذة والمحاضرين الذين شاركوا في تعليم الطلاب وتدريبهم حتى وصلوا الى منصة التتويج لهذا العام..

 

الفقرة السادسة ـ زفاف وتكريم المكلفين:

 

بالصلوات والزغاريد ونثر الورود بدأ استقبال المكلفين الـ94 في زفة بهيجة متجهين الى منصة التتويج والتكريم والإحتفاء بهم واخذ الصور التذكارية معهم، منظر تقشعر له الأبدان وتنحني لإجلاله كل المعاني السامية.. وترفع القبعات احتراماً لتميزهم.. لتنتهي هذه الفقرة بقراءة دعاء الحجة سلام الله عليه بأنفاس الرادود شاكر الجنبي.

 

مأدبة عشاء:

وفي نهاية الحفل تناول الحضور وجبة العشاء التي اعدت لهم بهذه المناسبة السعيدة على شرف مركز الهدى للتعليم والتنمية البشرية، متمنين لكل من حضر كل التوفيق والسؤدد.

 

(جميع الصور سترفع في ملف واحد لاحقاً إن شاء الله تعالى)